Saturday, April 21, 2007

الرقيب

قصة : العربى عبد الوهاب
قال لى فى الصباح :كن حاذما مع الآخرين .وقال أنت السبب وراء خلو البيت من الدفء ، وسقوط الأنظمة العربية ، مؤكد أنك مصاب بالفصام ، لو تمكنت من تسجيل ملفات العنف وعمليات الإختلاس فى المؤسسة ، شريطة ألا يعلم بالأمر أحد ، ثم تناوش المدير أن يتركك قليلا من الوقت كى تراوغ جيدا وقت اللزوم وقال ياعزيزى : إعلم أن الحياة لا تمنح حلوها إلا للأشرار ؛كان إلى حد بعيد يداعب طبقات الطموح أو بالأحرى الرغبة الملحة فى التسلق كأنه ينادينى من أغوار سحيقة . من الضرورى أن أشير الى أهمية أن يكون الإنسان قادراً على التنفيذ، وأنا كنت من ذلك النوع الذى يتخذ القرارات فى المساء ـ تقريبا ـ خلال الوقت الذى يحاول فيه استمالة ناموس النوم ، خاصة حين يحاصرك الناموس الحقيقى ..ويشاطرك الرقيب بشطحاته التى ما تلبس ،أن تداعبك مع هلول أول نسمات للصباح ، حين يطالعك من كل ناصية المدير رافعا إصبعه ،وأنت تهز رأسك .. تهز ، موافقا راضخا وهو لا يلوى على شيء .لذلك فأنت مضطر أن تغرس عينيك جيدا فى النظام وأن تحتمل غبار الملفات وغبش الظلام وأنت تدون فى أوراقك السرية أول خطواته وهو يحبو أمامك ؛ لينام بجوارك على الفراش ، وقبل أن تغمض عينيك، ومع لدغات الناموس المتلاحقة انتبه جيدا ، واعتمد الخطط الجديدة ، وعندما يقول لك فى الصباح أنت وراء سقوط القتلى فى فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان و ..... ، لا تندهش لأنك تعلم ..ما يحيكونه بك فى الخفاء ، وهم يعلمون أنك تعلم ." وما حيلتك "ولأنك هادنته كثيرا .وتأخرت أكثر من اللازم .ولأنك وراء كل ما سوف يقال ..فلا تبتئس ؛وأحكم الجاكت حول جسدك ، والكوفية حول العنق .وأبطئ من الخطو قليلا ولا تخف ، لن يتمكن المدير من تسجيلك ضمن المتأخرين أعدك ..سوف يعلن أمام جمع المتزمرين أنه منحك إذنا .. يا أخى قلت لك لا تخف.