Tuesday, May 8, 2007

موائد اللئام

موائد اللئام
العربى عبدالوهاب


· عند المغيب تقريبا كان يفترش بلكونة أرضية ، كسنوات مهدرة ، كان يدرك أن الصندوق الحديدى الذى يتكور فيةه قد أوشك أن يفر بعمره الفائت
فايزه أحمد تسرب عناءها الشجى الى مسامات روحه " ومعايا .. وانت معايا "
وتأخذ الآلة الجهنمية عملعا على استحياء للموسيق سحر يجر الزمن والمواقف الى ساحة الفعل بأ يشعر أن الفوتيه يحتويه تماما ومع قرب انتهاء الأغنية ، كانت كل سنوات عمره تغوص فى رماد الحاضر .
لو تمكن من اشعال ضوء واهن فى السبرتاية ، ليصنع شايا صورة ابنه الذى انتحر صارت أمامه .. وتغلغلت فى مسامه ملامح القهر كثعلب جبان يتخفى وراء الأيام والولد لما آلمته كرابيج التكرار أصر أن يرمى للبحر ما تبقى من الجسد
آه للأسماك شهوة قاتلة .
ورآه يشير بيده
( ها أنت قادم
لامحالة
أنهكتك الحروب
والشاشات
ومرارة الانتظار
استرح
يا حبيبى
ـ كان الشاى داخلا بقوة فى الغليان ـ
ويده وهو يضعها على كتف أبيه لم تفارقه على قدر ما مر من سنوات ....
للشاى مذاق مـرٌ
صار غير قادر على تحديد الزمن الذى قرر فيه أن يشرب شايا ويعتاد عليه
بملعقة واحده .
كان فى البأ يستطعم المرارة
سمعها تقول أنت لست قصيرا إلى الحد الذى تلوم فيه والديك
كان فى الحقيقة لا يعلم شيئا عن الجينات ـ حتى ذلك الوقت ـ وربما لم يسمع بالكلمة إلا قبل إحالته للمعاش .
الأولاد الآن يتقاذفون الكرة ، فينهض الغبار
قال عندما يكبرون عادة ما يفتحون للأهل بوابة خضراء .
قبل أن تسافر مع زوجها ، همست فى أذنه ـ والطائرات كالقطارات تئز أزيزا قبيل الانطلاق ـ خلى بالك من نفسك
وبرقت فى عينيها دمعة ( وهكذا كان يظن ) لأنها حادثته فى السنة الأولى مرة كل شهر ولأن بحر المشاعر دوما الى انحسار .. كان صوتها يخفت ويبتعد .. ويبتعد الى أن صار حلما بعيدا لم يعد يراوده
ملعونة أنت يا فايزه أحمد .. قال فلأقطع الخيط الذى يشد المواقف ويرصها بجوار بعضها هو لايرغب حقا فى قراءة عوامل الزمن وأفاعيله .. فقط عليه أن يستطعم الشاى على هذا الشكل .. ربما تكون قد برقت فى عينيها دمعة .. يراها الآن تسقط على خده .. نعم .
لامست أصابع قدمه الشبشب البلاستيك ، فقام الى الحمام لم يتمكن من الانفلات من المقعد كان قد ألم عليه .. جلس قليلا وتذكر الأصحاب ، عندما ارتفعت يده بالكنكة الصغيرة التى تكفى كوبين انهمر الماء فى الكوب محدثا صوتا هو الصوت الوحيد تقريبا فى ذلك النهار .
قبل أن تعمل اتلملعقة فى الكوب وتصدر أصواتا أخرى حاول ثانية أن ينهض ليصل الى الحمام فى الشارع ارتفعت الكرة حتى حاذته تماما .
ظن أنه قادر على مـد يده كى يمسك بها فى المرة القادمة ..
هـزّ رأسه وهمس فات الميعاد يا فايزه
وقال : للحزن جلال يا ولد .
وتوقف الشريط اللحنى
وآلة التذكر ها هى تنهض باحثة عن وجوه تباعدت ؛ لذلك فقد هرب من الجلوس فى الصالة واستكان فى القفص الحديدى القائم فى الشارع دائما الغبيار يعم الدور الأرضى هو طوال عمره يشعر أنه تحت كان يقول الحميمية تتولد بحق حين تعيش فى وسط الناس
يمسك بكوب الشاى .
الأولاد يتصايحون ، يسعون ىبجدية مع اندفاع الكرة د
واضح أن لاأحد منهم يراه
ارتفعت يد أحد المارة بالسلام ، هـمّ برفع يده ، واحتجز كمية من الهواء تمكنه من اصدار صوت .. أى صوت
إذا تطور الأمر الى البنجرة .
ولما كان العابر لا يرى أحدا ، أشاح بيده للوراء عندئذ قال للعابر : تفضل
تلفت الرجل محاولا مصدر الصوت الواهن ثم مضى كمن خدعته أذناه
بتكرار الصوت ثانية أحس الرجل ببعض الحروف التى تهمهم بالتحية
لم يلتفت هذه المرة فقط استم فى سيره المعتاد وبذات الجدية أشاح بيه وهو يقول دون أدنى التفاتة :

No comments: